الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
الأمنيات .. كثيرة في نفق الحياة المظلم ، يحاول كل فرد منا أن يرى بصيص نور الأمل لتحقيق تلك الأمنية ، ومنا من تتحول أمنيته إلى سراب بعد أن كانت أمل يحدوه الشوق والحنين عندما تكون أمنيته أن يرى إنسان يحبه ، وقد يبقى الأمل بعد الفراق ، فربما يكتب لهما اللقاء من جديد على صفحة من صفحات الأيام المقبلة .. ولكن .. هناك أمنية طالما أودعتها في أعماق قلبي ، ولم أبدها لأحد، أمنية طالما انتظرت لحظة تحققها ، أمنية ظننت أني سأصل إلى شاطئها ، وأعانق وأتلمس ذرات رمالها ، أمنية أرسلتها مع حفيف الرياح علها أن تصل تلك النسمة لتداعب خياله في ذاكرتي ، إنها الأمنية التي كسرت على عتبات الزمن ، وتحولت إلى ذرات من السراب في ليالي الفراق المؤلمة ، قد تتساءلون عن هذه الأمنية ، وتستغربون حرارة شوقي معها ، ولكن عندما تعلمون أنها أمنية تتعلق بمن خط اسمه بجوار اسمي ، وسيبقى إلى الأبد ، وهو ما تبقى لي من ذكراه .
أمنيتي .. أن أرى أبي ، أن أرى قلبي النابض ، أن أرى من تمنيت ضمة منه تذهب لهيب الشوق إليه ، وأن ارتمي في أحضانه .