أهدتني يوماً صديقتي التي أحبها في الله وردة جميلة وعليها كرت أنيق كتب فيه ( أحبكِ في الله ) فسعدت كثيراً بتلك الهدية وسررت أكثر بكلماتها التي أهدتها لي بكل شفافية وصدق وعندما عدت إلى منزلي نسيت أمر الوردة .وبعد مضي وقت تذكرتها فجريت لأتفقدها
وإذ ببعض الذبول قد اصابها فأخذتها بين يدي بسرعة ووضعتها في الماء حتى أسعفها من الذبول وأنا أشعر بتأنيب للضمير على نسياني أمرها ... وبعدها جلست أنظر لها بكل سرور وأنا مستمتعة في منظرها وعبقها العطر بعد أن أنتعشت بالماء وفجأة وجدت نفسي أسرح بأفكاري وأنا أتساءل هل حقاً صداقتنا مثل هذه الوردة ؟ .. فأحسست بشعور قوي يسيطر على مشاعري مردداً لا... لا ... تلك الوردة بالرغم من جمالها إلا أن عمرها قصير جداً صحيح أنها جميلة صحيح أنه عبيرها منعش ومبهج للنفس ولكن ما الفائدة إذا كان عمرها قصير . فأين جذورها التي تمدها بالحياة فوجودها في هذا الكأس الملئ بالماء وأن أستمر ألا أنها أيام معدودة وبعدها توشك على الهلاك .
فأخذت الوردة وتوجهت إلى صديقتي وعيناي تذرفان الدموع فلما رأتني قالت وهي قلقة : ما بكِ أخيتي لما هذه الدموع !!! فأرتميت على صدرها وانا أبكي وقلت : خذي هذه الوردة فأنا لا أريدها . فصعقت وقالت : لما ! ألم تعجبك ! لقد أخترتها لكِ بعناية وأنتقيت أحب الألوان أليك ! هل هكذا تردين علي هديتي ! ... قلت لها : مهلاً غاليتي أنا أريد صداقتكِ وأخوتكِ أن لا تكون كهذه الوردة حياتها قصيرة أنا أريدكِ لي كمثل جذور هذه الوردة صامدة ومتمسكة بالأرض ... وليس كمثل تلك الوردة معرضة للذبول من ظروف الحياة من رياح وحرارة وأيدي خبيثة تمتد لإقتلاعها وتركها تذبل على أرض الحياة ... أريد صداقتكِ كالجذور تستخلصين أفضل ما في باطن الأرض وتمدينني به وأن قلت الموارد وشحت المياه تتمد في باطن الأرض حتى لا تذبل زهرة صداقتنا .
فدمعت عينا صديقتي وقالت: لا تقلقي أخيتي الغالية ... صداقتي لك أفضل بكثير هي الجذور . وهي الساق والأوراق والأشواك التي تحيط بالوردة لحمايتها والوردة التي هي نتاج صداقتنا وأعذرني أخيتي في المرة المقبلة سوف أهديك النبته كاملة بورودها الجميلة ولكن أعطيك شئ مبتور ومقطوع . فإبتسمت لها والسعادة ترفرف على قلبي وقلت : أتمنى أن تتمتد جذور صداقتنا وتصل بفروعها إلى عرش الرحمن ونظل أختين في الله ما حيينا ونجد ذلك فرحة وسروراً يوم يظل الله الناس بظله فلنسأل الله أن نكون منهم .